مجلة تفضح ستار اكادمي ...

مجلة زهرة الخليج
ستار أكاديمي في عامه السادس

كنت كمشاهد تريد ان تتعرف الى ستار اكاديمي بنسخته العربيه فعليك ان تضبط القناة الفضائية على ستار اكاديمي لمدة دقائق معدودة كل يوم, وفي اوقات متباعدة من النهار، لتشاهد الدروس الحقيقية التي يقدمها البرنامج للمراهقين والمراهقات والاطفال، الذين يوقعهم حظهمالعاثر اسرى الاعجاب بإحدى الشخصيات المشاركة في البرنامج.

والدرس هذا العام يركز وبصورة سمجة ووقحة، على علاقة ثنائي يشارك في البرنامج وتركز الكاميرات على تفاصيل علاقة الحب التي تجمع بين هذا الثنائي في كل وقت، حيث ستجد هذا الثنائي وقد تجاوز كل اشكال الاحترام واللباقة وانتهك كل اشكال الخصوصيه، فهما، وبالوسائل التي يبتكرها البرنامج للتواصل المباشر بين جدران الاكاديميه، يتمددان طوال الوقت ، او يحتضنان بعضهما بعضا امام الكاميرات وامام الاخرين في الاكاديميه نفسها.

انها الدروس الحقيقية التي يتكسب من ورائها البرنامج اصواتا ورسائل نصية قصيرة، الدروس التي لا تحتاج الى مدرس او معلم، ولا تحتاج الى اصوات اساتذة، ولكنها تحتاج الى صمت مطبق وتشجيع ضمني، والى تسليط الكاميرا اكثر فأكثر على هذا الثنائي، من دون ان يبادر احد الاساتذة الى تعريفه بأصول الاحترام الذي يتطلب احترامهما لنفسيهما قبل احترامهما لجمهور المشاهدين.

ويتجاوز البرنامج عن هذا الدور عندما يقدم الشاب الذي يقوم بمثل هذه التصرفات بوصفه الشاب المثالي، شاب يفتقر لعناصر اللباقة واللياقة واحترام الذات، ويقدم مع زميلته في الاكاديميه مسلسلا للحب على طريقة البرنامج: يحتضن حبيبته ويقبلها ويتمدد معها على الاسرة وعلى الكنبات في كل وقت يقدم بوصفه الشاب المثالي الذي يجب عن يلامس قلوب الفتيات ويسحرهن ليس باخلاقه ولكن بطريقته في التعبير عن الحب.

ان اخطر الافكار التي يصيغها هذا البرنامج للمتلقين هو صياغة المفاهيم والقيم على اهواء معديه فأن تكون محترما وان تجد نفسك لا تستطيع التعامل مع متطلبات البرنامج من استعراض وتمثيل وقفز امام الكاميرا وعبث مع الفتيات تلك التصرفات الملتزمة، تعني في مفهموم البرنامج انك لا تستطيع التأقلم او الاندماج مع غيرك وانك تعاني مشكلة ما وقد تتسبب هذه المشكلة في ابتعادك عن البرنامج.

وفي اعراف البرنامج فأنك اذا لم تدخل كطرف في غراميات وقصص حب ودعابات ومشاغبة غير بريئة مع هذه الفتاة او تلك، فان ذلك يعني انك منغلق وانك لا تستحق دور البطولة، ولا تنصب في مركز اول او منصب مسؤول ويعني ان الكاميرا ستسقطك تماما من حساباتها.

المشكلة ان المشاركين والمشاهدين الذين لا يعون حقيقة السيناريوهات الموضوعة، يظنون انهم امام برنامج واقعي، في حين ان الحقيقة ان البرنامج عبارة عن مسلسل يصاغ له سيناريو يومي بهدف جذب انتباه وتحقيق الاثارة ورفع نسبة المشاهدة والتصويت والكارثة في هذا الامر، تتعلق بموافقة الاهالي وثنائهم وتصفيقهم وتشجيعهم لما يحدث ففي عرف الاهالي وبسبب خضوعهم التام للصور الباهرة التي يقدمها البرنامج هم يظنون انهم يبحثون عن مستقبل ابنائهم، وانهم يصنعون نجوميتهم، ويسهمون في بناء مستقبلهم بتلك الشهرة الرخيصة جدا والتي لا تحتاج سوا الى الخضوع لمتطلبات اللعبة، والنتيجة: مزيد من الانبهار بتلك الشخصيات ومزيد من التغريب بالبعد عن الموسيقى العربية، وعن اللغة العربية، وعن القيم والخصوصيات الشرقية، التي كانت الى وقت قري بمن اكثر ما يحقق التوازن في المجتمعات العربية.

من ينتمي الى ستار اكاديمي يظن ان ابواب السماء فتحت له، ولا يظن ابدا انه خطا الى ابواب فقدان الذات والاستسلام الى لعبة لا يستطيع ان يتصور ما يفقده من خلالها الى بعد وقت طويل جدا جدا من قبول دخوله اكاديمية ستار اكاديمي.



ملاحظة:

هادي المقالة التانيه اللي مكتوبه بزهرة الخليج عن ستار اكاديمي يعني الجزء التاني... الاسبوع اللي فات كانت كمان في مقالة نقد عن ستار اكاديمي وكان التركيز على رولا سعد.